Sunday, December 28, 2014

المحكمة العليا 2 -ترجمة القمبري


ترجمة هذا الكتاب خصوصا لشيوخ النفط في الخليج وحكام الصعايدة من  العسكر في مصر- عسي ولعلي يتعلموا شيئا ويعلموا شعوبهم المبادئ الاخلاقية الغربية وليست العربية الاسلامية الارهابية 

WILLIAM H. REHNQUIST

THE SUPREME COURT
ويليام رينكويست -
المحكمة العليا

ترجمة القمبري




3.1


Introduction

المقدمــــــــة




في صباحِ  من يوم 30 يناير سنة  1952، في مدينة  Wooster،  بولاية أوهايو، كُنْتُ سائرا في الطريق مِنْ بيتِ والدِي في ميلوا كي، ويسكنسن، إلى واشنطن، D. C.،  وحضوري  كان متوقعا في يومين لأداء الواجب بصفة كاتب العدل لروبرت H. جاكسون Milwaukee, Wisconsin، أحد  المرافقين القضاة الثمانية  للمحكمة العُليا في الولايات المتّحدةِ.  و يعتبر المنصب ذو مركز اجتماعي رفيع إلي  حدٍ كبير؛ اختياري لهذا المنصب كانت مفاجأة بالنسبة لي، و بالتأكيد لَمْ أود أن  أكُونَ متأخّرَ.


3,2

قضيت الليلَ في فندق  سياحي، حيث، وعلى الرغم مِنْ التضّخمِ بسبب  الحربِ الكوريةِ،   ما زال المرء قادرا في الحصول علي غرفة لأربعة دولاراتِ. وبينما كنت أقرء حالة الجو، ازددت قلقا حول الجزء المتبقي ٍ مِنْ رحلتي .  بدأت الثلوج تنهمر في  جنوبَ أوهايو، و من المتوقع أن تتحرك العاصفةِ  شرقاً عبر جبال ابالانش . نظرا لوسيلة رحلتي التي كَانتْ سيارة صغيرة  موديل  1941 نوع ستدبيكر شامبيون،  سيارة صغيرة وعملية  لكنها  بعمر أحدَ عشرَ سنةً، قرّرتُ بأن من الأحسن أن  أُعجّلُ.  السباقة عبر البحيرات الكبرى في منتصفِ الشتاءِ،  كونت لدي الخبرة  بشكل  كبير بموطن الضعف في سيارتِي.  لم تكن فيها  مدفأةُ.  عندما  أَنْظرُ إلي الوراء، من الصعب الاعتقاد بأنَّ حتى في سنة 1941  كانت ألمدفأة تعتبر من الأجهزة الاختيارية في  السيارة التي تباع في ميلوا كي،  ويسكنسن.   ولَكنِّني كنت أعرف بسبب  الذكريات المؤلمة من حينٍ إلي أخر بأنني لا أريد أن أكون سائرا  في  الطريقِ بعد المغيبِ إذا  كان  بإمكاني  تفاديه .


P3,3

3,3
من خلال طلعة السماء  نحو  المنطقة الجنوبية الشرقيةِ،  يبدو لي بأنني متوجها نحو العاصفةِ. كانت  القيادة مِنْ ويسكنسن إلى شمال أوهايو مألوفةَ لدي لأنني  ذُهِبتُ إلى المدرسةِ  في ولاية  أهايو لفترة قصيرة  قبل الخدمة العسكرية، وكُنْتُ مقيما هناك أثناء ألخدمةِ. لكن  بدأ مِنْ هنا على أن أسير علي أرضَ جديدةَ:  من خلال شرق أوهايو إلى وويلنج، غرب فرجينيا، وعبر لسان الأرضي الشمالية  لغرب فرجينيا، ومن خلال جنوب غرب ببنسلفانيا، وبعد ذلك نحو الجنوب الشرق عبر ميريلند إلى واشنطن، D. C ، ضربت نقرة خفيفة علي مقدمة سيارتي الزرقاء الصغيرة ستدبيكر  وقلت في نفسي "لا تخْذليُني، يا حبيبتي،"  وأدرت  محرك السيارة  متوجها نحو فيلادلفيا الجديدة وويلنج.


4,1



كُنْتُ الفارس الحدث  بعمر سبعة وعشرون سنةً،  و بعض الشئ متأخرا في إكْمال دراستي  بسبب خدمة  ثلاثة سنواتِ في الجيشِ أثناء الحرب العالمية الثانيةِ.  وبسبب التحاقي مرتين في الدورة الصيفية ،  استطعت إنْهاء كليةِ ستانفورد للحقوق  في ديسمبر سنة1951. ووظيفتي ككاتب عدل مَع القاضي جاكسون سوف تكون أول وظيفة لي  بصدق وأمانة بعد تخرجي من كلية الحقوق .


4,2
مقدار  كبير مِنْ الحظِّ، يبدو لي ، كان السبب وراء  اختياري لهذا المنصب. عَرفتُ، بالطبع، بأنّ كان لدي القضاة في المحكمة العُليا كتبة عدل.  في الحقيقة،تخرج اثنان أخيرا من ستانفورد ، وارن كريستوفرWarren Christopher  الذي تخرج في سنة  49 ومارشال سمول Marshall Small في سنة 51،  عملا ككتّابَ عدل  للقاضي وليام ، دوغلاس Justice William O. Douglas،  لكن القاضي  دوغلاس نفسه كَانَ من أصول غربية ُ، وكان يرتب مع  اللجنةِ التي تختار  كتبة العدل له لإجراء مقابلات مع طالبي  الوظائف القادمين من  الساحلِ الغربيِ.   الفرصة كي  تُصبحُ كاتب عدل مع  القضاة الآخرينِ بَدتْ لي بعيدَة المنال  في الحقيقة لطالب قادم من ستانفورد مثل حالتي ،  في العصر الذي يسافر الناس بالطائرة عبر أنحاء البلاد  فقط للحاجة الماسة ، ولَمْ تصْرفْ مدّخراتَهم الصغيرةَ على السفراتِ بالقطارِ عبر القاراتِ للمقابلاتِ التي عادة بَدتْ أَنْ تكون فرصة النجاح ضئيلة.

P4,3
ولكن كما كان مقررا بقضاء وقدر، عندما وصل القاضي جاكسون لتَكريس مبني كليةِ حقوق ستانفورد الجديدة في صيفِ سنة 1951، حينها كُنْتُ أَحْضرُ الدورة الصيفيةَ الثانيةَ.  فِل نيلPhil Neal،  أستاذ القانون ومشرفي الإداري،  كَانَ يعمل لدي القاضي جاكسون ككاتب عدل قبل عِدّة سنوات.  قبل وصول القاضي بفترة قليلة لمراسيمِ التكريسَ، الأستاذ فيل سَألَني إذا كانت لدي الرغبة للعمل ككاتب لدية : كان الاقتراح مفاجئة غير متوقعة ،  لكن بالطبع قُلتُ نعم،  ثم  أتخذ  فيل نيل  الترتيبات الضرورية  مع ألقاضي جاكسون لمقابلتي عندما كان موجودا  في ستانفورد.


P.4,4
قابلت القاضي  في إحدى مكاتبِ الكليّةِ، و بسبب لطفه وبساطة سلوكه أحسست  حالاً في راحة.  بعد بضعة أسئلة عامّة حول خلفيتِي وتعليمِي في مجال الحقوق ِ،   سَألَني ما إذا كان اسمَي الأخير سويديَا.  عندما أخبرتُه بأنّه كَانَ كذلكَ،  بَدأَ يسترد حكايات مع زبائنه ِ السويديينِ الذين كانوا لدية عندما كان يُزاولُ القانونَ في  المناطق الريفية في نيويورك.  جذبتني هذه الحكاياتِ بصدق، لكن بطريقةٍ ما شَعرتُ بأنّني يَجِبُ أَنْ أُعْمَلَ يجهدا أكبر كي أضع انطباع طيب نحوه . هو، على أية حال، بَدا تماماً قانعا بما لديه وأنهي المقابلةِ بانحناءة مهذبه وشكرني للحضور ، وخرجتُ من الغرفةِ  مقتنعا بأنني شطبت من حساباته  في الدقائق ألأولي لزيارتنا.  


P5,1
طبيعياً كانت مفاجئة بالنسبة لي، للحصول علي  رسالة منه في نوفمبر سنة 1951، يُخبرُني بأنّ جُهودَه لآن يحرز تقدما مَع  كاتب واحد لم  يكن مجديا  لإحداث النتائج المرجوة خلال تلك الدورة.   وكلاهما هو وكاتب العدل شَعرَا بأنّ بَعْض المساعدةِ الإضافيةِ مطلوبة . وأخبرتُه بأنَّ بسبب دراستي  خلال الفصولِ الصيفية سوف أتمكن من التخرج مِنْ ستانفورد في ديسمبر، و طَلبَ مني المجيءُ إلى واشنطن في 1 من فبراير سنة  1952،  كي اعمل لديه ككاتب من ذاك التاريخ  حتى يونيو سنة 1953. سررت  بهذا العرضِ الغير المتوقّعِ جداً، و قَبلتُه فوراً.


P,5,2

والآن، بينما كنت أعبر ُ نهرَ أوهايو في وويلنج Wheeling. غرب فرجينيا، لاحظتُ  انخفاض مستمرا في السماءِ  الجنوب الشرقي،   وعندما  وصلت ببنسلفانيا، بَدأَت الثلوج تنهمر . بعدها بساعة أو أكثر،  عندما أخذت الطريق الجنوبي عبر خَطِّ ببنسلفانيا إلى غرب ميريلند،  كانت  الثلوج تنهمر بشدة .  كُنْتُ اتبع طريق الولايات المتّحدةَ خط 40، "طريق وطني قديم"،  الذي يقودني ضمن مسافة أربعون ميلِ من واشنطن.

P5,3
توقفت عند محطة شل على أطرافِ منطقة  كمبرلاند،  في ولاية ميريلند، ونظرت مرة  أخري إلي الطقسِ.  انتابني شعورا بأن الرؤيةَ قد تَكُونَ ليس أكثر مِنْ رُبع ميل،  قرّرتُ بأنّني كُنْتُ في الحقيقة علي مشارف الأحوال الجوية السيئة المتحركة شرقاً عبر جبال ابالانش خففت السرعة ، التي لم تكن من الصعب انجازها في سيارة ستدبيكر.  عبرت  الجبالَ، مرورا بمدينة هاجيرستاون Hagerstown، واتجهت نحو الصعود عبر منطقة بلو ريدج من دون أن تتحسن الرؤيةِ كثيرا.  لكن عندما انحدرت  أخيراً جنوباً نحو فريدريك،  بَدأَ ت السماءُ تصفو وتوقفت الثلوج .  أثناء الأميالِ الأربعون الأخيرةِ مابين فريدريك وواشنطن، طلعت  الشمسُ من  وراء الغيومَ، اغمرني شعورا بأنها ترحبني  شخصياً  لوصولي إلي  عاصمةِ الأمةَ.



5,4.


كُنْتُ محظوظَا بسبب وجود عمّة مضيافة التي عاشتْ في الجزءِ الشمالي الغربيِ لواشنطن، قُرْب  شفي جيس سيركل . تُرمّلتْ منذ أربع سَنَواتِ، وتَعهّدتْ لي بسخاء لتوفير مكانا  دائم ألبَقاء. أعطتْني غرفة نوم مريحة جداً في بيتِها،  وقضيت اليومَ بَعْد وصولَي مندفعا نحو المدينة كي أجد وسيلة لتَغْطية المسافةِ الطويلةِ بالأحرى بين بيتِها ومبني المحكمة العليا.  في اليوم التالي، في أول  فبراير سنة  1952، قضيت وقتي في إتّباع ذلك  الطريق الجنوبي على دربِ كونيكتيكت إلى دوبانت سيركل، ومن ثمّ المنطقة الجنوبية الشرقية على دربِ ماسيتشوتش Massachusetts   ووصولا إلى مبني الكونجرس الأمريكي . 

No comments:

Post a Comment