يخيم الغموض على مؤتمر الحوار اليمني المزمع عقده في العاصمة السعودية الرياض في 17 مايو/ أيار الجاري، وذلك بعد الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى عقد مؤتمر لأطراف الأزمة اليمنية “في دولة ثالثة” غير السعودية واليمن، الأمر الذي يثير الشكوك حول مؤتمر الرياض الذي أعلن عنه الرئيس عبد ربه منصور هادي، على لسان وزير خارجيته، ومن المقرر أن يحضره قرابة 250 شخصًا من “كل الأطياف السياسية اليمنية، باستثناء
#الحوثيينوالرئيس المخلوع علي عبد الله صالح”.
وكان المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي العام، عبده الجندي، نفى موافقة الحزب المشاركة في مؤتمر الرياض، الذي دعا إليه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، واعتبر “الجندي” المتحدث الرسمي باسم الحزب الذي يتزعمه علي عبد الله صالح، البيان الذي أصدره النائب الأول لرئيس “حزب المؤتمر” أحمد عبيد بن دغر باطلًا؛ حيث إنه “ليس موقف المؤتمر، وإنه معبر فقط عن صاحبه”، وأكد “الجندي”، أن أي حوار بين المكونات اليمنية، لا بد أن يسبقه وقف “للعدوان السعودي المستمر” على اليمن، على حد قوله، كما أكد على ضرورة عقد أي حوار مقبل في “بلد محايد”.
وكان “بن دغر” قد أصدر بيانًا أيد فيه شرعية هادي، داعيًا
#الحوثيين إلى الانسحاب وتسليم أسلحتهم، وأعلن النائب الأول لرئيس الحزب التزام حزبه بقرار مجلس الأمن رقم 2216 بكل بنوده وأحكامه والقرارات الأخرى ذات الصلة، كما أكد التزام حزبه بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وبقية المؤسسات الدستورية الأخرى ورفض الانقلاب عليها.
وقال “بن دغر” إن حزبه استجاب لرغبة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لحضور مؤتمر الرياض الذي دعا إليه الرئيس هادي، وأكد عليه قرار مجلس الأمن، بهدف تقديم المزيد من الدعم لعملية الانتقال السياسي في اليمن، ودعا كل الأطراف إلى استئناف وتسريع المفاوضات الشاملة التي تجرى بوساطة الأمم المتحدة، طالبًا من الحكومة اليمنية والأمين العام للأمم المتحدة تكثيف الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية لكافة مناطق اليمن.
فيما قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، إن بان كي مون أجرى محادثة هاتفية مع نائب الرئيس اليمني، خالد محفوظ بحاح، أبلغه فيها عزمه الدعوة إلى عقد مؤتمر لأطراف الأزمة اليمنية “في دولة ثالثة” غير السعودية واليمن، واضاف “دوغريك” أن الأمين العام ونائب الرئيس اليمني ناقشا خلال محادثتهما الهاتفية الهدنة الإنسانية الحالية في اليمن، وضرورة تنفيذها بشكل كامل من قبل جميع أطراف الأزمة.
وردًا على سؤال بخصوص ماهية “الدولة الثالثة” التي قد يعقد فيها اجتماع الحوار اليمني، قال دوغريك: “في الواقع إن جينيف احتضنت مرارًا جولات من المفاوضات المتعدة الأطراف، لكن عندما نكون مستعدين للإعلان عن اسم مكان انعقاد المؤتمر، فسوف نخبركم به في الحال”.
وحول تصاعد حدة التوتر بين السعودية وايران بسبب إصرار الأخيرة على إرسال ما تقول إنه “سفن إغاثة” إلى اليمن دون إذن مسبق، قال المتحدث: “لقد كانت إيران من بين الدول التي عرضت تقديم مساهمات إنسانية إلى اليمن، وقد وافقنا على ذلك هنا في الأمم المتحدة، لكن المساعدات الإنسانية سيكون لها تأثير فعال في حالة التنسيق مع المنظمة الدولية”، وأشار المتحدث الرسمي إلى حدوث خروقات في الهدنة الإنسانية التي دخلت حيز السريان في اليمن اعتبارًا من مساء الثلاثاء الماضي، وقال للصحفييين: “رسالتنا إلى جميع أطراف الأزمة هى ضرورة التنفيذ الكامل للهدنة حتي يتسنى لنا تقديم المساعدات الإنسانية”.
فيما حدد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، يوم 17 مايو/ أيار الجاري، كموعد لانطلاق مؤتمر حوار الرياض لحل الأزمة في البلاد، ولا يعرف ما إذا كان المؤتمر، الذي يدعو إليه بان كي مون، سيكون بديلًا لمؤتمر الرياض، الذي ترفضة جماعة الحوثي، أم لا.
وجاءت الهدنة، بعد 48 يومًا من القتال، ووافق عليها جميع الأطراف بمن فيهم الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، فيما غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، العاصمة صنعاء، بعد زيارة استمرت 3 أيام بحث خلالها سبل التوصل إلى حل للأزمة في البلاد، وقال مصدر سياسي إن ولد الشيخ التقى قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه علي عبد الله صالح، وممثلين عن جماعة الحوثي وأحزاب أخرى، وناقش المبعوث الأممي مع قيادات المؤتمر، والحوثيين “تثبيت الهدنة الإنسانية التي تستمر 5 أيام قابلة للتجديد، وتسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية، وسبل استئناف الحوار بين الأطراف اليمنية”.
No comments:
Post a Comment